سماح ادريس – جريدة النهار
ستندلع حرب في الصيف المقبل. الساحة وحدها هي ما لم يتم اختياره بعد. الاجواء لدى قوات الدفاع الاسرائيلية كانت في الشهر الماضي [تشرين الثاني] متشائمة جداً. الجولات الاخيرة في الحملتين العسكريتين كلتيهما، على جبهتي لبنان وقطاع غزة، خلّفت كثيراً من القضايا معلّقة، وكثيراً من الصواعق المحتملة التي قد تسبّب حريقاً هائلاً جديداً. وقد استنتج الجيش الاسرائيلي من ذلك أن حرباً في المستقبل القريب احتمال معقول… وتفترض قوات الدفاع الاسرائيلية أن حرباً ستندلع ضد حزب الله، وربما ضد سوريا ايضاً، خلال أشهر الصيف المقبلة
هذا ما كتبه صحافيان في جريدة هآرتس الاسرائيلية بتاريخ 4/12/2006. ولكن هنا، في قلب بيروت، تبدو الاجواء مختلفة. فالمعارضة في الشارع تعتصم حتى تشكيل حكومة “اتحاد وطني” أو “وحدة وطنية”، أو حتى إسقاط حكومة فؤاد السنيورة. والاحتقان السنّي – الشيعي بلغ أوجه، رغم تطمينات الجميع بأن لبنان لا يمكن أن “يتعرقن” (سبق أن سمعنا في الماضي تطمينات بأن العراق لا يمكن أن “يتلبنن”). شهيد (اسمه “قتيل” لدى أنصار الحكومة) سقط في صفوف المعارضة. الجرحى بالعشرات. صحف غربية تتحدث عن تسليح جديد وصل قوى الامن الداخلي من إحدى الدول العربية لمواجهة نفوذ “حزب الله” وايران. صور رفيق الحريري تمزّق. صور حسن نصرالله تتعرض لإطلاق النار. المسؤول الطالبي في الحزب الاشتراكي يتعرّض للضرب. المقاومة يراد لها أن تكون في الزواريب
لكنها ليست زواريب مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب التي لقّنت العدو الاسرائيلي ودباباته الميركافا أقسى الدروس. بل هي زواريب كورنيش المزرعة والبربير والطريق الجديدة وقصقص والدنا؛ و”العدوّ” الآن يراد له أن يكون لبنانياً سنيّاً. والهدف: قبر المقاومة الاسلامية في الزواريب البيروتية، بعدما عجزت فرنسا والولايات المتحدة عن نزع سلاحها بالقرار الدولي 1559، وبعدما عجزت الولايات المتحدة واسرائيل عن محقها وتدمير سلاحها أو مصادرته في اجتياح تموز – آب الاخير
لكأننا أمام سيناريو قديم يُراد له أن يتجدّد، أو أمام مشهد يُراد لنا أن نشعر بأننا قد رأيناه من قبل: سيناريو الصراع الفلسطيني – اللبناني زمن الثمانينات، أو مشهد المقاومة الفلسطينية وهي تتحول عن قتال العدو الاسرائيلي لتغرق في مستنقع حرب الدكاكين (التي ساهمت، هي أحياناً، في تفريخها). وبعيداً عن تبنّي نظرية المؤامرة كيفما أتت، يتساءل المرء: أتكون من بشائر الشرق الاوسط الاميركي الجديد، بعد لبننة العراق، عرقنة لبنان و”فلسطنة” المقاومة الاسلامية اللبنانية؟
لقراءة المقالة كاملة، انقر هنا: كلنا… بدنا نعيش